تقدم مدينة موسكو للسياح الآلاف من مناطق الجذب السياحي ذات القيمة الكبيرة ، ولكن كما هو الحال مع أي مدينة كبيرة ، يتم دائمًا تمييز مكان ما أكثر من غيره ، لجماله أو لتاريخه ، و كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو هي واحد منهم.
تستقطب الكاتدرائية الآلاف من المؤمنين والسياح كل عام ، عند السفر إلى موسكو ، دائمًا ما يكون في خطط الزيارات الذهاب إلى هذه الأعجوبة المعمارية.
دعونا نتعرف على التاريخ المثير للاهتمام لهذه التحفة الفنية ، حيث نمر ببنائها بصعوبة في روسيا القيصرية ، وتفجيرها خلال الحقبة السوفيتية وإعادة بنائها بعد سقوط ونهاية الحقبة السوفيتية.
تراث الحرب الوطنية 1812
خلفت الحرب مع فرنسا النابليونية الكثير من الآثار في تاريخ روسيا وفي موسكو على وجه الخصوص ، ومن هناك نجد عدة أماكن تحيي ذكرى الانتصار على الغزاة. من ناحية أخرى ، وتكريمًا لمن سقطوا في الحرب الوطنية ، أقيمت أيضًا آثار ومتاحف ، ولماذا لا ، كاتدرائية ، نحن نتحدث عن كاتدرائية المسيح المخلص ، التي أقيمت لتكون ضريحًا رمزيًا لهؤلاءالجنود من الجيش الإمبراطوري الروسي الذين سقطوا دفاعا عن وطنهم.
في ديسمبر 1812 ، اقترح الجنرال بيتر كيكين في رسالة إلى الأدميرال ألكسندر شيشكوف بناء كنيسة نذرية تقديراً للنصر وإحياءً لذكرى الجنود الذين ماتوا في الحرب الوطنية. أيد الإمبراطور الروسي ألكسندر الأول الفكرة ، وفي 25 ديسمبر 1812 ، صدر البيان الأعلى حول بناء كنيسة في موسكو.
بداية غير موفقة
لا يمكن الحديث عن كاتدرائية المسيح المخلص دون ذكر المشروع الأول الذي فشل لأسباب مختلفة ، المعبد الضخم الذي اقترحه السويدي كارل ويتبرج.
فاز كارل ويتبرج بالمسابقة الدولية التي تم تنظيمها في عام 1814 ، وكان هناك مهندسون معماريون من مختلف البلدان أرادوا الفوز بالعطاء ، بما في ذلك أندري فورونيخين و جياكومو كوارنغي و فاسيلي سطاسوف وغيرهم من المهندسين المعماريين البارزين من روسيا والدول الأجنبية. كان من المفترض أن تبنى كاتدرائية المسيح المخلص في غضون 10-12 سنة.
“أنا مسرور للغاية بمشروعك. لقد خمنت أمنيتي ، وأرضيت أفكاري حول هذا المعبد. تمنيت ألا يكون كومة من الحجارة ، مثل المباني العادية ، ولكن يتم تحريكها بفكرة دينية ؛ لكنني لم أتوقع الحصول على أي إرضاء ، لم أكن أتوقع أن يستلهم أحدًا من ذلك ، وبالتالي أخفيت رغبتي. لذلك فكرت في ما يصل إلى 20 مشروعًا ، من بينها مشاريع جيدة جدًا ، لكنها كلها عادية جدًا ، لقد جعلت الأحجار تتحدث. “
الإمبراطور الكسندر الأول
كان مشروع ويتبرج رائعًا حقًا كفكرة: مقارنة بالمشروع الحالي ، كان أكبر بثلاث مرات (الارتفاع – 240 مترًا) ؛ تضمنت صفًا من المدافع التي تم الاستيلاء عليها (600 عمودًا) ، وبانثيون الموتى ، بالإضافة إلى نصب تذكارية للملوك والقادة البارزين. . كان من المخطط بناء المعبد على تل العصافير.
لافتتاح المشروع ؛ في 12 أكتوبر 1817 ، أقيم حفل افتتاح بحضور الإمبراطور ألكسندر الأول ، شخصيات من جميع المجالات والرتب ، بالإضافة إلى جميع سكان موسكو تقريبًا ، حوالي 400.000 شخص.
فشل المشروع الاول
بدون خبرة في توجيه مشاريع بهذا الحجم ، لم يكن كارل ويتبرج يعرف كيفية التحكم في المراحل الأولى من البناء وبعد 7 سنوات لم يحرز المشروع أي تقدم عمليًا.
في عام 1825 توفي الإمبراطور ألكسندر الأول وتولى مكانه نيكولاس الأول العرش. ألغى الإمبراطور الجديد المشروع الأصلي وقدم كارل ويتبرج بالإضافة إلى المسؤولون عن البناء للمحاكمة بتهمة خيانة الأمانة للإمبراطور والضرر الذي لحق بالخزانة.
المشروع الثاني لبناء كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو
في عام 1831 ، عاد موضوع بناء كاتدرائية المسيح المخلص ليكون حاضرًا في نقاشات وأحاديث سكان موسكو ؛ نتيجة لذلك ، الإمبراطور نيكولاس الأول الذي أحب الطراز “الروسي البيزنطي” لعمارة المعابد الذي طوره قسطنطين طون ، وبأمره الشخصي ، تم تعيين تون مهندسًا للمعبد.
كما تم اختيار موقع بناء جديد ، هذه المرة ليس بعيدًا عن الكرملين. الحي الواقع في المنطقة تم شراؤه وهدمه ؛ بما في ذلك دير ألكسيفسكي ؛ الذي شتم رئيسه ، وفقًا لأسطورة موسكو ، المكان وتنبأ بعدم بقاء شيء فيه لفترة طويلة.
في أغسطس 1837 ، يوم الذكرى الخامسة والعشرين لمعركة بورودينو ؛ تم تشييد أشغال بناء المعبد ، لكن البناء النشط لم يبدأ إلا في سبتمبر 1839 واستمر لمدة 44 عامًا أخرى ، بما في ذلك الديكور الداخلي والرسومات الإنجيلية.
تم تكريس كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو في 7 يونيو 1883 بحفل أقامه متروبوليت موسكو يوانيكي. حضر الحفل إمبراطور آخر في تاريخ بناء المعبد الإسكندر الثالث. الذي اعتلى العرش قبل وقت قصير من الانتهاء من العمل ، وكذلك أعضاء من العائلة الإمبراطورية ورجال الدين ونبلاء موسكو.
الحقبة السوفيتية
في عام 1918 ، مع نتائج الثورة البلشفية ، ألغت الحكومة السوفيتية بموجب مرسوم خاص تمويل جميع المعابد والمؤسسات المتعلقة بجميع الديانات.
وقعت تكاليف صيانة وإصلاح كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو على عاتق المانحين من القطاع الخاص.
في 13 يوليو 1931 ، عقد اجتماع اللجنة التنفيذية المركزية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. نتيجة للجلسة ، تم اتخاذ قرار بهدم كاتدرائية المسيح المخلص وبناء قصر السوفييت في مكانها.
بما أنه كان من الصعب تفكيك الهيكل ، في 5 كانون الأول (ديسمبر) 1931 دُمّر المبنى بانفجارين.
في عام 1937 ، بدأ بناء قصر السوفييت في موقع المعبد ، لكن البناء لم يكتمل أبدًا بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1960 ، وبالنظر إلى ظروف ما بعد الحرب على المستوى الاقتصادي بشكل خاص ، تم التخلي عن مشروع بناء قصر السوفييت. وفي تم تركيب مسبح في الهواء الطلق مكانه أطلق عليه اسم موسكفا أو موسكو، والذي كان موجودا حتى عام 1994.
كاتدرائية المسيح المخلص الحديثة
في عام 1989 قامت الطائفة الأرثوذكسية التي ولدت من جديد بإجراء “استفتاء شعبي”. حيث وأيد الآلاف من المواطنين السوفييت فكرة إعادة بناء كاتدرائية المسيح المخلص.
بتاريخ 5 ديسمبر 1990 ، تم وضع حجر الأساس في موقع البناء المستقبلي. في عام 1992 تم افتتاح صندوق لتمويل إعادة بناء المعبد وفي عام 1994 بدأ البناء.
كان مشروع إعادة بناء المعبد من مسؤولية المهندسين المعماريين ميخائيل بوسوكين و أليكسي دينيسوف و زوراب تسيريتيلي. بحلول عام 1999 ، تم الإنتهاء من بناء كاتدرائية المسيح المخلص كنسخة خارجية مشروطة من الأصلية المدمرة.
في 31 ديسمبر 1999 ، تم افتتاح المعبد للجمهور. في ليلة 6-7 يناير 2000 ، تم الاحتفال بأول قداس عيد الميلاد في الداخل.
عام 2004 ، تم افتتاح الجسر البطريركي أمام المعبد ويبدأ مباشرة من الباب الشرقية لكاتدرائية المسيح المخلص.
كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو وجسر المشاة هي بعض من المواقع السياحية الممتازة. حيث يمكن لزائر موسكو التمتع بمناظر ممتازة للمركز التاريخي للمدينة ونهر موسكو.
لا يمكن أن يكتمل السفر إلى روسيا وزيارة مدينة موسكو دون زيارة المعبد والجسر البطريركي ؛ اتصل بنا وسننظم لك جولات مخصصة لك.
انضم إلى جولات في موسكو واستمتع بهذه الأعجوبة الفريدة.
